أحمد البهجة لاعب مزج بين الفرجة والمتعة ...و المزاج المتقلب و الطبع الحاد فقلما نجدلاعبا مثله . مراوغاته ادخلت البهجة على قلوب جمهوره, وأهدافه كانت غير عادية و حركاته البهلوانية داخل الملعب ميزته عن باقي اللاعبين.
البداية
ازداد اللاعب أحمد البهجة في السادس ديسمبر سنة 1970 بمدينة مراكش, وترعرع بالمدينة القديمة حيث وجد في دروبها الضيقة نقطة لقاء مع الكرة .الكرة التي كانت خير مؤنس له في طفولة صعبة ....ولم يكن يعرف انها ستحول حياته رأسا على عقب.
فكانت البداية مع فريق الكوكب المراكشي الذي استكشفه من بطولة الاحياء ولمس فيه ملكة التهديف فتدرج بين فئاته إلى أن وصل لفريق الكبار وتألق معه وكانت سنة 1993موعد مع الالقاب حيث دون اسمه بأحرف من ذهب كهداف للبطولة و أحرز اللقب مع الكوكب.
مونديال 94
لم يكن للبهجة أن يذهب لمونديال أمريكا لولا الضغط الذي تعرض له المدرب الوطن أنداك عبد اله بليندة لأخذ هداف البطولة معه ..فدخل البهجة في اللقاء الأول ضد بلجيكا كبديل للحداوي في الدقيقة 68 فلفت الانظار إليه و فرض نفسه على المدرب الذي سيدخله في لقاءي السعودية و هولندا كرسمي طيلة المباراة ...فأبلى البلاء الحسن و في تحفة خالدة من تحفه راوغ الدفاع السعودي كامله (الطايح كثر من النايض) ومرر الكرة لشاوش الذي سجل هدف التعادل.فكان هذا القاء بداية بزوغ نجم اسمه البهجة و انهالت عليه العروض و احترف في السعودية مع الهلال.
محطة الاحتراف
مباشرة بعد نهاية المونديال انتقل البهجة للهلال السعودي حيث لم يتفهموا هناك طبعه و مزاجه فسرعان ما كان الطلاق , و الوجهة التالية كانت هي الاتحاد السعودي
الذي حقق معه كل شئ : 7 بطولات منها 3 في موسم واحد . لقب هداف الدوري ب25هدف... هذا الرقم القياسي الذي لم يسبق ان سجل في الدوري السعودي .
انتقل بعد ذلك للوصل ثم لعب للنصر السعودي الذي لعب معه كأس العالم للاندية و واجه فريق الرجاء وسجل هدف .
لعب كذلك لفريق الاتحاد الليبي و النصر الاماراتي.
البهجة و المنتخب:
خلاصة القول ان لسان البهجة و جرأته الزائدة حرمته من الذهاب لفرنسا 98....... فبعد مسار موفق مع المنتخب كان سيكون مسك ختامه المشاركة للمرة الثانية في كأس العالم لولا انتقاذه علانا للوبي داخل المنتخب الذي كان يتحكم في اختيارات هنري ميشال .
فكانت كأس افريقيا 2000 اخر تظاهرة يشالاك فيها البهجة مع المنتخب و التي عرفت نهاية جيل و بداية ميلاذ منتخب باسماء جديدة.
حب الجمهور له
تألق البهجة جعله يكسب قاعدة (ماشي القاعدة اللي على بالكم) كبيرة من الجمهور و كان الجمهور الاتحادي يتفاعل كثيرا مع البهجة حيث كان يدخل لرقعة الميدان بعد دخول الفريقين و الحكام فيستقبله الجمهور بالهتافات و يدهب مباشرة لشباك و يقوم بتعداد الاهداف التي سيشجلها في المباراة.
البهجة الانسان
الوجه الاخر للبهجة و الذي يجهله الجمهور هو ان له قلب كبير فذات مرة (و كنت حاضر و شاهد على هذه الواقعة) في ملعب الحي المحمدي بمراكش كان البهجة يلعب رفقة بعض اصدقائه الكرة فقام احد الصبية الصغار بطلب توقيع منه فاخرج البهجة دفتر شيكاته و كتب عليه مبلغ مالي و قال للصبي اعطي هذا لوالدك لشراء كبش العيد و بهذا تكون ضربت عصفورين بجرة واحدة توقيع و مبلغ مالي.
العودة للمغرب
تمكن لاعب المنتخب المغربي سابقا أحمد بهجا من صناعة التألق بقميص الرجاء البيضاوي الذي وقع له بالمجان. وعاد إلى عاداته القديمة في هز الشباك وتأسف المدرب البلجيكي والتر مويس، لعدم تمكن بهجة من المشاركة في منافسات كأس عصبة الأبطال الأفارقة، لكونه غير مسجل في القائمة التي بعث بها الفريق إلى الاتحاد الإفريقي.
بعد محطة الرجاء و المغرب الفاسي دخل البهجة تجربة التدريب حيث درب الموسم القبل الماضي فريق نجم مراكش و لعب معه في نفس الوقت و كاد يصعد به لقسم الصفوة حيث احتل المركز الرابع و السنة الماضية انتقل للكوكب كمساعد مدرب بعد ان اضطرته الاصابة عدم ملامسة الكرة التي لاعبها طيلة سنين و امتع بها الملايين دون ان يحضى بالاهتمام اعلاميا لا وسط المغرب و لا وخارجه و رغم كل هدا يبقى باحمدان كما يلقبه المراكشيون اسطورة كروية و جوهرة يصعب ايجاد مثيلها في زمن تطغى عليه كرة الا فرجة و التكتيك