هذه طبيعة الانسان عبارة نقولها تعليقا على مواقف متناقضة..و مع ذلك نقولها.
فإذا حقد اخ على اخ قلنا :طبيعة الانسان هكذا..فأول جريمة ارتكبها انسان ضد انسان كانت بين الاخوين قابيل و هابيل..كما ان يوسف -عليه السلام- القاه اخوته في
البئر؟
واذا ضحى الصديق من اجل الصديق قلنا :انها طبيعة الانسان,لان الانسان مهما كان شريرا ففي جانب من نفسه يكمن الخير,كالشمس وراء السحاب,و يجب ان نعطي
للخير فرصة.. و الدنيا بخير؟
و اذا خان الصديق اعز اصدقائه قلنا :انها طبيعة الانسان ..فالانسان ذئب لاخيه الانسان..
و اذا احبت المراة و اخلصت قلنا:انها طبيعة المراء تحبنا اكثر من انفسنا..و المراة هي ابلتي تعرف الحب,لان المراة لا تحب الا شخصا واحدا ..اما الرجل فصاحب فلبين
و بالين؟
و اذا لعبت المراة بقلوبنا و عقولنا و انصرفت عنا الى غيرنا قلنا :انها طبيعة المراة لا امان لها و لا امان معها.. و هي كالقلب دموية..و هي كالقلب تخفق للمال و
الرجال؟
فما هذه الطبيعة الانسانية؟
لا يوجد شيء اسمه الطبيعة الانسانية..فكل انسان يمكن ان يتغير اذا تغيرت ظروفه و تغيرت الارض التي يقف عليها و المقعد الذي يجلس عليه او تحته او امامه..ضع اشجع انسان في النار يصرخ كالطفل..
فلا احد خير بطبعه..و لا شرير بطبعه..و لا شجاع و لا جبان .. و لا كريم و لا بخيل .. و انما الانسان يصير كريما و شجاعا و خيرا..
و الطبيعة الانسانية نحن الذين نصنعها ..فنعلم الطفل الصغير الا يكذب ..ونعلم الكبير الا يكون صريحا .. و انما ان يلف و يدور,لان الناس لا يحبون الصراحة..و نعلم
الصغير ان يكون شجاعا و نقول للكبير لا تكن مقهورا.. و نقول للصغير لا تكن بخيلا..و نقول للكبير لا تكن مسرفا..فالطبيعة الانسانية قماش نلونه و نقصه و نفصله
حسب المناسبات